لا نعلم الفن!


مقال بتاريخ ٢٩ أبريل ٢٠١٨
شغلنا الأيام الأخيرة موضوع تحسين التعليم، وتطوير الثانوية العامة في المرحلة المقبلة بعد تصريحات وزير الترببة والتعليم د.طارق شوقي عن الثانوية العامة الجديدة، والتي أصبحت من أكبر المشاكل التي تعاني منها الدولة، ولكن تعتبر خطة الوزارة خلال السنين المقبلة بخصوص التعليم هي خطة ممتازة إذا تحققت في الموعد المحدد.
أعتقد أننا إذا لم نتحرك من الأن في تحسين مستوي التعليم سوف يقل مستوي تعليمنا كدولة مقارنة بباقي الدول التي سبقتنا في التعليم بسنوات كثيرة في ظل هذا التقدم العظيم في أسلوب التعليم، وأرى إن أفضل طريقة للخروج من هذه الأزمة التعليمية هي الاهتمام بالمواد "الغير مضافة للمجموع" مثل التربية الوطنية والدينية والرسم والموسيقي وحصة المكتبة والتي لا أعرف لماذا هي غير مضافة للمجموع هل لأنها غير مهمة؟ وإذا كانت كذلك لماذا ندرسها لأولادنا ونتحمل تكاليف مدرسينها ومبانيها مع إني أعتبرها من أهم المواد التي يجب أن تدرس، فأنا لم أري دولة متقدمة لا يعرف شعبها حبه لوطنه وعقيدته ولا يتزوق الفن ولا يقرأ كتاباً، فالإرهاب الحقيقي ليس إرهاباً يضرب طلقات الرصاص في سيناء ولكنه إرهاباً فكرياً يغزو شعباً صلباً في فكره جامداً في مشاعره لا تستوقفه لوحة أو يعجب بسيمفونية.
كل من يتكلم عن إصلاح منظومة التعليم يتكلم عن ميزانية الدولة، وإنها لا تكفي لتطوير التعليم، ولكني أرى هذا الكلام خاطئ فالدولة بها مدرسين لهذه المواد كلها، ولكن طريقتهم في التعليم غير صحيحة فالمكتبة موجودة بالكتب في كل مدرسة، ولكني لم أجد من يستعير منها كتاباً ليقرأه إلا نادراً والرسم لا يحتاج منك سوى قلماً و ورقة وخيال نفتقده حالياً، والتربية الوطنية مكتسبة فأذا كان المعلم يحب وطنه؛ فسوف يكتسب منه تلاميذه حبه للوطن.
كلها أشياء يمكن إصلاحها إذا كنا نريد شعباً واعياً يعرف ما له وما عليه، ولكن بطريقة تعليم صحيحة تفتح آفاق تفكيره وليس بالحفظ والتلقين، فكثير منا لا يحب الدراسة ولكني أعتقد أن جميعنا نعشق التعليم.

تعليقات

المشاركات الشائعة