المحايد المتحيز
تساءلت ذات مره عن معنى كلمة الحياد، وكيف يكون الشخص محايداً في الرأي، فبحثت عن معناها حتى وجدت إن معناها في اللغة العربية هي عدم الانحياز، أو الميل نحو طرف من أطراف الخصومة، ولكني وجدتها "مهمة مستحيلة"، فلا يستطيع أي شخص منا أن يقف على الحياد تماماً، فكلاً منا تحركه دوافعه، ومشاعره، واتجاهاته ناحية الأشخاص، فكيف لشخص أن ينسى كل هذا، ويقف على الحياد أمام طرفين هو أكيد في قناعاته الشخصية متحيز لأحد منهما؟ كيف يمنع نفسه أن يساعد صاحب الرأي المحبذ لديه حتى وإن لم يعترف بأنه متحيز له؟
فقلت لنفسي يمكن أن يكون المحايد متحيزاً للحق، ومتبعاً له، لكن هنا يوجد معضلة، فالحق بالنسبة للمحايد من أقر أنه حق يتبع؟ يمكن أن يكون حق لشخص، وظلم لشخص آخر، ولا يوجد من هو خاطئ، فهو شئ نسبي، فكل شخص ينظر للحق من منظوره هو فقط؛ فتختلف مفاهيم "الحقوق" بين الناس، ويكون أيضاً الشخص متحيزاً لما يراه هو الحق فقط.
فكرت بعدها إذا كنت أنا محايد بين فرقتين في الدوري الصيني؛ ليثبت كلاً منهما أنه الفريق الأفضل في الدوري، واستمعت لكلاً منهما ثم اخترت فريق معين على أنه الأفضل، فأنا هكذا لم أكن محايداً مع كل فرق الدوري الصيني، لأني لم أستمع منهم جميعاً، فوجدت أنه لا يستطيع الإنسان أن يعيش دون تحيز حتى وإن لم يشعر بداخله، وهذا يدفعنا بالتفكير بأنه لا يوجد شخص على الحياد مهما حدث، فالمحايد هو متحيز مستتر تحت ستار الحياد دون أن يشعر.
تعليقات
إرسال تعليق