تشارلز مانسون سفاح هوليود الموسيقي الذي لم يقتل أحداً



"ربما أكون واحدًا من أكثر الرجال خطورة في العالم لو أردت هذا، لكني لم أرد أي شيء قط إلا أن أكون نفسي. سيكون من الأفضل لو أني قتلت أربعمائة أو خمسمائة إنسان. كنت سأشعر وقتها بحال أفضل. وكنت سأشعر وقتها بأني قدمت للمجتمع شيئًا جليلاً"

هكذا ينظر تشارلز مانسون للعالم من حوله، وهكذا يشعر تجاههم فلم تكن بداية حياته جيدة على الأطلاق فقد عاش طفولة بائسة، وكانت أمه المدمنة على الكحول قد سجنت بعد سرقتها محطة وقود. فأُودع تشارلز لدى أخواله وعندما أفرج عن أمه بشروط، عاشت معه وعمره ثمان سنوات في بيوت مهجورة قبل أن تضعه المحكمة في مركز للرعاية يتبع الكنيسة الكاثوليكية، لكنه هرب بعد عشرة أشهر فقط.

وتوالت جرائمه هو الأخر حتى قام بجريمته الأشهر حيث ارتكب أعضاء جماعة "العائلة" (مانسون فاميلي) التي أسسها "تشارلز مانسون" سلسلة عمليات قتل مروعة بكاليفورنيا عام 1969، حيث قُتل تسعة أشخاص في غضون خمسة أسابيع فقط بمن فيهم الممثلة الأمريكية المشهورة وقتها "شارون تيت" التي كانت تقيم مع زوجها المخرج "رومان بولانسكي"، وتصادف حينها استضافة تيت لـ"3" من أصدقائها، وانهالت الجماعة طعنا بسكاكين حادة على جميع من كان داخل المنزل، وعندما انتهت المذبحة بلغ عدد الطعنات التي تلقاها الضحايا الأربعة 102 طعنة، وتلقت الممثلة "شارون تيت" 16 طعنة لتتوفى هي وطفلها الجنين.

كان تشارلز صاحب فرقة غنائية تحمل نفس الاسم "العائلة" ،وعلى الرغم من عدوانيته الشديدة تجاه الأخريين ألا إن من يسمع أغانيه يجدها ليست بهذه العدوانية رغم ما بها من ألفاظ تعبر عن مغني تلقائي ثائر، فقد سجل تشارلز ألبومه الأول قبل ارتكابه الجرائم، وهذا الألبوم الوحيد الذي عمل عليه بشكل احترافي. إنه الألبوم الذي غنَّى لاحقًا معظم أغانيه عدة فرق وموسيقيين، منهم "مارلين مانسون" الذي اختار هذا الاسم تيمنًا بتشارلز مانسون و"مارلين مونرو".

كان تشارلز يأتي لتسجيل أغانيه ومعه الفاميلي بأكملها، وكان يتذمَّر من الجدية، ومن الأنظار الموجَّهة إليه. ويرى الموسيقى شيئًا يتدفق منه بشكل غير واعٍ، وليس صناعة سلعة

ولكن كيف تناولت هوليود أفكار تشارلز مانسون التى بلا قيود أو قانون؟
قبل أن نجيب علي هذا السؤال يجب أن نعرف إن كثرة الأعمال الفنية المأخوذة عن جرائم حقيقية أثارت اهتمام أساتذة علم الجريمة، إذ قال البروفيسور "جيمس آلان فوكس" من جامعة "نورث إيسترن" إن هناك كثيراً من القتلة المتسلسلين يتم الاحتفاء بهم في وثائقيات هوليوود، حتى أصبحوا نجوماً

في قصتنا مع تشارلز مانسون الجريمة تأخذ منحنى أخر لأنه هو من ذهب لهوليود بعنفه وليس العكس، وكان أخر من تناول جريمته في السينما الأمريكية هو صانع الأفلام الأمريكي "كوينتن تارانتينو" في فيلمه" once upon a time in Hollywood "الذي أصدر الحكم مسبقاً على مانسون ورفاقه بأنهم مثل الحشرات. حتى لم يعطعنا فرصة التعرف علي الشخصيات، أو حتى ما يدور بداخلهم ولكنه أراد أن يعاقبهم بداخل فيلمه بطريقته الدموية الخاصة ويعطي لكل زي حقاً حقه.

رغم كل ما أمتلكه " تشارلز مانسون" من عدوانية للأخر ألا أنه لم يقتل يوماً بيديه شخصاً ما، ولكن كانت توجيهاته لجماعة العائلة قادرة على التأثير عليهم وتنفيذ ما يطلبه منهم مهما كان عنيفاً لما لديه من فلسفة يتبناها حتي اليوم أشخاصاً ترى أنه كان بطلاً حقيقياً وموسيقي طالب بحريته بدون قيود أو عقوبات "نحن كلنا نعبر عن السجون الخاصة بنا، نحن كل الحراس الخاصين بنا ونحن من نصنع قوتنا، السجن هو في عقلك. ألا ترون أني حر؟"

تعليقات

المشاركات الشائعة